الساعة الاولى من صباح يوم جميل,عندما بدات الشمس بنشر خيوط اشعتها و كانها ام تفتح ذراعيها لتحتضن طفلها فى لحضه حنان دافئه.وعندما بدات الملم امتعتى واحزم حقيبتى منذرا بولادة ساعات بل سنوات من الشقاء , كانت حبات المطر تداعب قمم الجبال واوراق الشجر, وهبات النسيم تنثر فى طياتها رائحة العبير الجميله التى ترسلها ازهار الاشجار التى تتراقص فرحا بهطول الامطار.
رفعت راسى الى السماء لاجعل زخات المطر المتساقطه تداعب خدى المحمر او المحرق بحرارة دموع الوداع التى ذرفتها
وعندما بدات قدماى تعلن بدايه الرحيل وقفت فجاءه ودون سابق انذار وخارج عن ارادتى وكأن شيئا ما اوقف خطواتى
رفعت جبينى قليلا وما كادت نظراتى تقع عليها حتى شعرت بألم يعصر كيانى واه تحرق مشاعرى ,رأيت ملاكا بكل معانى الجمال ولكنه مكسور الجناح , رايت دموع محرقه تكاد تحرق تلك الخدود الورديه.
قرأت فى عيونها كلمات الحسره واهات الفراق ,سمعت فى دقات قلبها كلمات غامضه واسئله توحى إلي بألم دفين حديث الولاده , تكاد شفتيها تطلق الكلمات لولا العجز الناتج عن الالم الموجود فى قلبها.
ولكنها نظرت إلى مليا وكأنها تقول لى لا ترحل لا تهجر قلبا أعطاك الحب
لماذا تحاول الهروب من الواقع؟ولكن رائت فى عيونى التى قرائتها كلاما يقول ما فائدة الحب فى زمن يصعب على الانسان فيه تحقيق ابسط الاحلام الا وهو الحياة الجملية ، مافائده الاحلام في بلد لا يرحم حتى ابسط حقوق الانسان التي شرعها المولى عز وجل لذىا ياعزيزتي دعيني ارحل لعلي ارجع اليكِ بما يجعل هذا الحب ينمو لاننا اصبحنا نعيش في زمن لا يفهم سوىآ لغة المادة فقط دعيني ابدء شقائي قالت ومتى كنت سعيداً فمنذو ان ولدت وانت تعيش حياتك الشقاء لقد كتب لنا العناء منذ ولادتنا ، لذا ارجوكِ لاتجعلي الاحلام تطغي علينا ولا تجعلي الحب العاجز عن تحقيق اهدافه يغير مسار الامل ، فبدأت خطواتِ وهيا ماتزال واقفه مكانها وكأنها احد اعمدة النور التالفه في حيينا ، بدأت ابتعد لاقف وارمي اخر نظره على تلك الارض التي لم تمنحني ولو حتى مثقال ذره مقابل ما منحتها من وفاء وهي ماتزال واقفه مكانها ولكني رميت لها كلماتي الاخيره وانا اذرف دموع الوداع ادعي لي واحلمي فسيأتي يوماً يشدني اليكي الحنين وستأتي لحظة تجدني ارتمي بين ذراعيك لارتشف منكِ لحظة دفء تعوضني كل سنوات حرماني وبعدي عنك

.