javascript:emoticonp('
')
الحياة.. أمّ المعاركساحتها مليئة بالصراعات والحروب، وواهم من طلب فيها السلامة أو الراحة أو الهدوء!وقبل أن ترفع حاجبيك مستنكرا دعني أذكّرك بأن الحياة مقسومة بين صنفين؛هما: الطيبون والأشرار، الصالحون والفاسدون، الأمناء واللصوص، أصحاب القلوب والضمائر الحية وأصحاب النفوس الخربة المهترئة.. هذه هي الدنيا بجلاء ووضوح كاملين
ثمة أناس في الحياة هم الشرّ بعينه، عدوانيّون، الخبر السيئ أنك مهما كنت طيبا خلوقا، إلا أنك ستجد نفسك في لحظة ما مُجبر على الدخول في معركة معهم، بوصفك -إن أحببت- جنديا في جيش الشرفاء، والصالحين، والأمناء!.
كثير من المصلحين يحثوننا على تطليق صراعات الحياة، من باب الزهد في الغنيمة الدنيوية، هؤلاء أرسل لهم قول عملاق العربية الأديب مصطفى صادق الرافعي: "مثلما يضرّ أهل الشر غيرهم عندما يفعلون الشر، يضرّ أهل الخير غيرهم إذا لم يفعلوا الخير"، وفعل الخير ليس دائما مثار إعجاب واستحسان من الآخرين، خاصة أصحاب النفوس السيئة البغيضة، وهنا ستجد نفسك -وأنت تفعل الخير- في قلب المعركة!!
منذ أن قرر إبليس أن يضعنا هدفا له، ويطلب المهلة الزمنية من أجل تحقيق هذا الهدف، وطبول الحرب قد دُقّت في عنف وشدة، أبناء إبليس بالملايين، تعلّموا منه كل ما يؤهّلهم لخوض المعركة والفوز بها، فهل يُعقل أن يكون الجانب الآخر غير مهيّأ لدخول المعركة وربحها.
النبي -صلى الله عليه وسلم- هو منبع الرحمة والرقّة، يقف احتراما لجثة رجل يهودي يؤخذ إلى قبره، وحين يتعجب أصحابه يقول لهم: "أوليست نفسا؟"، تستحق أن تُحترم بغضّ النظر عن أي شيء آخر.
يُظلم ويؤذى ويأتيه ملك من قِبل الله منتظرا إشارة فيُطبق على من ظلمه جبلين، فيجعلهم عبرة ومثلا، فيقول -ودمه لم يجفّ، ووجعه لم يهدأ- لا.. لعلّ الله أن يُخرج من أصلابهم رجلا موحّدا.
ومع ذلك.. خاض -صلى الله عليه وسلم- حروبا، وجهّز جيوشا، وعلّم أصحابه فنون القتال والحرب.. لماذا؟!
الإجابة.. لأن معسكر الصلاح مكتوب عليه خوض المعركة، ومأمور بأن يجتهد للفوز بها.
يا صاحبي.. إذا ما أحببت أن تكون سعيدا فعليك أن تطرد من ذهنك فكرة أن الحياة سلام وهدوء وراحة، إن الراحة هناك بعدما نمرّ على الصراط،
أن الراحة هناك بعدما نمرّ على الصراط،
أما هنا فنحن في معركة.. وعلينا أن نحاول جاهدين أن نربحها بشرف وكرامة