منذ حرب صيف 1994 ومازالت العملة اليمنية تعاني من الهبوط وكلما مرت السنوات أنحط الريال اليمني أمام العملات الأخرى وكلما تدهورت قيمة الريال كلما تدهورت الحالة الأقتصادية والمعيشية عند المواطنين.
فاليوم يعاني الريال اليمني تدهورا كبيرا أمام الدولار حتى وصل صرف الدولار إلى250 ريال يمني مما جعل أسعار المواد الغذائية تزداد في هذا الأسبوع بنسبة 28% وتزداد معاناة المواطن في كل محافظات الجمهورية. فاليمن تواجة تحديات كبيرة ومشاكل سياسية , واقتصادية , واجتماعية ومن هذه المشاكل والتحديات الحراك الجنوبي في المناطق الجنوبية وكذلك الحوثيين في شمال اليمن وكذلك القاعدة وكلا من هؤلاء يهدد الأستقرار الاقتصادي والأمني في اليمن .
ففي أحد خطابات مهاتير محمد قال فيها : " لا يمكن لدولة أن تتقدم إلا إذا كانت تعيش في سلام واستقرار". وهذا كلام سليم لا يشوبه أي شائب , ولا يمكن لليمن أن تتقدم ولا للعملة اليمنية أن تتقدم مادام هناك عدم استقرار أمني ولا توجد خطط استراتيجية لانقاذ اليمن من الانهيار السياسي والاقتصادي الذي يهدد اليمن لجعلها دولة فاشلة. فاليمن ينقصها حراك اقتصادي كبير وكذلك ينقص مواطنيها وظائف وهذا لا يتم إلا بخنق الفساد والبطالة والفقر وكلما وجدت نوايا صادقة لمحاربة الفقر في اليمن كلما قربنا من حلول للوضع الحالي المتردي.
ولنا نموذج اسلامي فريد من نوعه وهي دولة ماليزيا كانت من أفقر الدول واليوم أصبحت دولة متقدمة ومتطورة ودولة صناعية. فمهاتير محمد في أحد خطاباته قال : "عندما نالت ماليزيا استقلالها في عام 1957 كان مستوى دخل الفرد 300 دولار أمريكي واليوم أصبح مستوى الدخل 5000 دولار أمريكي , كما تضاعفت القدرة الشرائية لذلك الدخل بأكثر من ضعفين".
اليمن ليست دولة فقيرة كما تروج السلطة فيوجد لدينا النفط والغاز السائل وكذلك الثروة السمكية والزراعية وتحويلات المغتربين والمنح المالية الخارجية وبلادنا ستكون دولة سياحية كبيرة إذا وجد من يرتب ويهتم بالمجال السياحي والترويج له ولكن اليمن تفتقد للإدارة الصحيحة لإيجاد حراك أقتصادي ينهض باليمن من الانحطاط الاقتصادي, فماذا عسى المواطن أن يعمل وكل يوم يفجع بحروب وتراجع في الحياة الاقتصادية والاجتماعية فهناك حلول كثيرة لتصحيح الوضع السياسي والاقتصادي ولكن تحتاج لمن يقوم بتنفيذها وعلى رأس هؤلاء السلطة التي يجب عليها تصحيح الوضع ووضع خطط واستراتيجيات لإيجاد حياة كريمة للمواطن المغلوب على أمره. ومن هذه الحلول لجعل الأقتصادي اليمني أن يتحرك للأمام , محاربة الفساد وقمع الكبير والصغير من الفاسدين والمفسدين وكذلك على رجال الدولة التحرك بهمة ومسؤولية والقيام برحلات إلى الدولة الناجحة كماليزيا وغيرها من الدول المتقدمة واخذ النصح منهم ودراسة كيفية نهوض ماليزيا وعلى الحكومة الإدارك بأن الحلول تأتي من الداخل ولن يأتي أحد من الخارج ليحل مشاكلنا فعلى حكومتنا التحرك بنية صادقة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم توظيف الذين لا يملكون المؤهلات السليمة لشغل الوظيفة العامة فلا يكون التوظيف وبالذات في المناصب الهامة محكوما بعوامل القرابة أو الإنتماء الحزبي أو الإنتماء المناطقي فالمعايير يجب ان تكون موضوعية وعيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
جمـــــــــــــــال جميـل المقرمي
الإثنين سبتمبر 20, 2010 12:41 am من طرف أبوابراهيم